الاثنين، 24 ديسمبر 2012

التدريب المحلي والشهادات المستوردة



جمع عشر متدربين تلقوا دورة في السودن مبلغ مالي كبير لشراء شهادات من خارج السودان على عادة بعض مراكز التدريب اليوم قلت لهم إن جزء قليل من هذا المال يمكن ان يعدل في قوانين الدولة ويجعل الشهادة المحلية التي تستخرج من المراكز السودانية افضل من الشهادة التي تستجلب من الخارج فلا تبددوا اموالكم فيها
نستطيع بمجهود بسيط أن نقنع صانع القرار في مجال التدريب بفوائد تشجيع الشهادات المحلية ومنها على سبيل المثال:
ـ توفير العملة الصعبة التي تنفق على استجلاب الشهادات من مراكز التدريب ولتوفير العملة الصعبة اصدرت الدولة قرارا بمنع استسراد السيارات المستعملة وقطع الغيار المستعملة وهي أكثر أهمية وفائدة من شهادات كرتونية لا تضر ولا تنفع.
ـ الاعتراف بالشهادات السودانية يرفع اسهم مراكزنا بالداخل والخارج ويمكن أن نصبح دولة مصدرة للتدريب تأتي دول الجوار لتوثيق شهاداتها من مراكزنا وهذا مصدر من مصادر العملة الصعبة خاصة لدى الدول التي تشبهنا ويعاني مواطنوها ما نعانيه من مرض جمع الشهادات
ـ تستطيع الدولة ـ وعبر وزارة تنمية الموارد البشرية ـ أن تأخذ رسوم على توثيق هذه الشهادات بدلا من أن تذهب لدول البغي والاستكبار ولعل توثيق شهادة من قبل وزارة اتحادية لا يوجد مثلها كثير في المحيط العربي والأفريقي أكثر قوة وموثوقية من مركز تدريب
والحق أن مطالبنا لا تتوقف عند الغاء الشهادات التي تأتي من الخارج بل تتعداها الى المطالبة بإلغاء مراكز التدريب التجارية وتحويل ملف التدريب إلى المؤسسات الطوعية واشتراط ان تقوم أي مؤسسة طوعية ومنظمة خيرية بإنفاق جزء كبير من ميزانيتها على التدريب وتنمية الموارد البشرية من باب ـ لا تعطني سمكا ولكن علمني كيف اصطاد ـ ولبعض هذه المؤسسات والمنظمات الخيرية دور كبير في تدريب وتأهيل الشباب مجانا لا ينقصهم سوى الاعتماد من الدولة ممثلة في وزارة الموارد البشرية ومنحها اعتماد موازي لمراكز التدريب التي حولت التدريب الى تجارة لبيع الشهادات لغير مستحقيها

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

بناء القدرات اولا وثانيا وثالثا

كنت اتحدث في محاضرة عن دور المجتمع المحلي في النهوض بالتعليم في الريف ، قاطعتني طالبة ثانوي قائلة: ما فائدة التعليم إن كنا نتخرج عطالى لا نجد عملا ، ثم ضرب عددا من الأمثلة لبعض الخريجات اللائي لم يعملن حتى الآن رغم أنهن تخرجن قبل عدة سنوات وبحثن عن العمل ثم توقفن بعد يأس
قلت لها: الشهادة وحدها لم تعد توفر عملا ، والذين يحصلون على هذه الشهادات بالالاف وفرص العمل المتاحة قليلة جدا لا تقارن بهذه الأعداد المهولة ولهذا لا بد ـ لزيادة فرص التنافس ـ أن يتميز الشخص بمهارات وقدرات إضافية يتفوق بها على الآخرين 
وهذه النماذج التي ذكرتيها تفتقر تماما إلى هذه المميزات الاضافية المطلوبة 
لقد اعدت هيكلة بعض المؤسسات مؤخرا ولديها أكثر من 20 وظيفة شاغرة ولكنها ليست في حاجة لموظف عادي ، لقد أوصت اعادة الهيكلة بإعاد عدد من الموظفين من خريجي الجامعة وحملة الماجستير ولكنهم لا يتمتعون بالمهارات والقدرات والأخلاق المهنية اللازمة لأداء العمل 
احصلوا على شهادات جامعية ولكن لا تنسوا تطوير قدراتكم ومهاراتكم وأخلاقكم هذه هي الضامن للعمل ـ مع الشهادة اليوم ـ وبدون شهادة في المستقبل القريب بإذن الله
لا تنتهي فوائد القدرات والمهارات على الحصول على عمل وظيفي ولكنها تتيح لأصحابها فرص:
ـ بناء أعمال خاصة مرتبطة بهذه القدرات والمهارات التي يملكونها.
ـ العمل بالحافز كمتعاونين مع جهات أخرى وهذا النظام يتيح للشخص أداء أعمال كثيرة ولجهات عديدة من أي مكان في الأرض وأعرف بعض أصحاب المهارات الخاصة يعيشون في دول الخليج ويمارسون أعمال لمؤسسات داخل السودان ويحصلون على حوافز مجزية جدا لا تقل عن الحوافز التي يحصلون عليها من وظائفهم الأساسية في بلدان المهجر
دعوني اعترف لكم بشيء لقد فقدت شهادتي الجامعية منذ 10 سنوات لا أدري أين هي؟ ولم يسألني واحد عنها  ، ولقد حذفتها من سيرتي الذاتية ، لقد اعتمدت ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ على مهارات خاصة اكتسبتها بعد 6 سنوات من تخريجي من الجامعة ، ولم ولن اوظف شخصا بشهادته ابدا بل بمهاراته وقدراته وأخلاقه المهنية وقد اقبل صاحب شهادة سودانية لأنه يستطيع أن يقوم بعمل ما وارفض صاحب دكتوراه لانه لا يحسن شيئا


الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

دعاة الولايات يرحمكم الله



يعجبني المشائخ والدعاة وطلبة العلم ، اذا جالستهم سمعت منهم خيرا ولن تقول امامهم الا خيرا ، سواء تعودت على قوله أو لم تتعود يقربوننا الى الله ، يحببوننا في الجنة ويخفوفوننا من النار  ، يذكروننا بشيء نعرفه أو يعلموننا شيئا نجهله
بالامس رافقت أحد هؤلاء المشائخ الأجلاء في مشوار وما يزيد إعجابي بهذا الشيخ انه يهتم اهتماما كبيرا بالتربية العلمية للشباب تجده متنقلا من مسجد إلى مسجد ومن دار إلى دار يقدم دروسه المنهجية للشباب والطلاب والنساء ، الكبار والصغار تستمر دروسه سنوات لا يفتر ولا يمل
يقدم خدمات الفتيا للسائلين في أي وضع وفي كل حين ؛ كنا معه في مخيم طلابي بكسلا قبل سنوات لم ينقطع هاتفه من السائلين وطالبي الفتوى يجيب على هاتفه دون ان ينظر الى رقم المتصل
صعدنا إحدى القمم فرن هاتفه وكانت امراة تستفسر عن أمر ما رد عليها وقبل ان تمضي دقائق رن عليه آخر وهكذا ظل هاتفه يرن وهو يجب بصبر وأناءة 
وبالامس رن هاتفه في زحام شديد فامسك به ورد على السائل
كل هذا جميل ورائع واجمل منه ما قاله لي على استحياء عندما كنت اكلمه عن التطوع الفردي وقدرة الفرد الواحد على القيام بأعمال قد تعجز عنها المنظمات والحكومات في نفس المجال ، فقال لي انه بدأ اهتماما بالدعاة الذين يعملون في الولايات وهم دعاة مؤهلون لو جاءوا إلى الخرطوم لعاشوا حياة طيبة ولكنهم فضلوا البقاء مع أهليهم يعلمونهم ويرشدونهم ويهدونهم إلى الحق والخير والفضيلة بإذن الله 
يقول عن جهده ليس لدي ما أقدمه لهم من نفسي ولكنني اطلب لهم الدعم من بعض التجار الخيرين
وإني لأرجو من القراء الكرام ومن يعرفوا من محسنين ومنظمات وغيرها أن يسهموا في دعم هذا المشروع الحيوي الهام كل بما يستطيع.