الاثنين، 17 ديسمبر 2012

بناء القدرات اولا وثانيا وثالثا

كنت اتحدث في محاضرة عن دور المجتمع المحلي في النهوض بالتعليم في الريف ، قاطعتني طالبة ثانوي قائلة: ما فائدة التعليم إن كنا نتخرج عطالى لا نجد عملا ، ثم ضرب عددا من الأمثلة لبعض الخريجات اللائي لم يعملن حتى الآن رغم أنهن تخرجن قبل عدة سنوات وبحثن عن العمل ثم توقفن بعد يأس
قلت لها: الشهادة وحدها لم تعد توفر عملا ، والذين يحصلون على هذه الشهادات بالالاف وفرص العمل المتاحة قليلة جدا لا تقارن بهذه الأعداد المهولة ولهذا لا بد ـ لزيادة فرص التنافس ـ أن يتميز الشخص بمهارات وقدرات إضافية يتفوق بها على الآخرين 
وهذه النماذج التي ذكرتيها تفتقر تماما إلى هذه المميزات الاضافية المطلوبة 
لقد اعدت هيكلة بعض المؤسسات مؤخرا ولديها أكثر من 20 وظيفة شاغرة ولكنها ليست في حاجة لموظف عادي ، لقد أوصت اعادة الهيكلة بإعاد عدد من الموظفين من خريجي الجامعة وحملة الماجستير ولكنهم لا يتمتعون بالمهارات والقدرات والأخلاق المهنية اللازمة لأداء العمل 
احصلوا على شهادات جامعية ولكن لا تنسوا تطوير قدراتكم ومهاراتكم وأخلاقكم هذه هي الضامن للعمل ـ مع الشهادة اليوم ـ وبدون شهادة في المستقبل القريب بإذن الله
لا تنتهي فوائد القدرات والمهارات على الحصول على عمل وظيفي ولكنها تتيح لأصحابها فرص:
ـ بناء أعمال خاصة مرتبطة بهذه القدرات والمهارات التي يملكونها.
ـ العمل بالحافز كمتعاونين مع جهات أخرى وهذا النظام يتيح للشخص أداء أعمال كثيرة ولجهات عديدة من أي مكان في الأرض وأعرف بعض أصحاب المهارات الخاصة يعيشون في دول الخليج ويمارسون أعمال لمؤسسات داخل السودان ويحصلون على حوافز مجزية جدا لا تقل عن الحوافز التي يحصلون عليها من وظائفهم الأساسية في بلدان المهجر
دعوني اعترف لكم بشيء لقد فقدت شهادتي الجامعية منذ 10 سنوات لا أدري أين هي؟ ولم يسألني واحد عنها  ، ولقد حذفتها من سيرتي الذاتية ، لقد اعتمدت ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ على مهارات خاصة اكتسبتها بعد 6 سنوات من تخريجي من الجامعة ، ولم ولن اوظف شخصا بشهادته ابدا بل بمهاراته وقدراته وأخلاقه المهنية وقد اقبل صاحب شهادة سودانية لأنه يستطيع أن يقوم بعمل ما وارفض صاحب دكتوراه لانه لا يحسن شيئا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق